من سيكتب تاريخ العراق المعاصر..؟

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
05/08/2007 06:00 AM
GMT



التاريخ يكتبه المنتصرون دائما وتكتبه الحكومات ولذلك تختفي الكثير من الاحداث وتُقلب الكثير من الامور لصالح من يكتبه.

تاريخ العراق الحديث تعرض للتشويه وحاول النظاام البائد كتابة تاريخ العراق الحديث بطريقته الخاصة وبسبب طبيعته الانفرادية وخوفه من ألابطال طمس الكثير ومنع الكثيرين من أرشفة

تاريخ العراق الحديث.

وإنني من المطالبين دوما بأرشفة الاحداث وكتابتها وخصوصا من الذين مازالوا معاصرين لنا وقد طلبت من أحد الفنانين ((لاحاجة لذكر الاسم)) وجرى بيننا لقاءا على غير موعد وكان ذلك قبل سقوط النظام بسنتين أو أكثر وتحدث كما هي عادة الرجال الكبار في السن عن ذكرياته وعلاقاته منذ الملكية حتى ((صدام حسين)) وأصغيت له باهتمام مما شجعه على الاسترسال ،وطالبته بكتابة ذلك فما كان منه الا أن قال لي :إني أخاف!!!.

فقلت له إنه تاريخ العراق وهو ليس ملكك لوحدك والامانة تتطلب كتابة ذلك لنطلع عليه وتطلع عليه الاجيال من بعدنا فكان جوابه الصمت المطبق!!!.

وعندما كان بعض الاخوة يذكرون لنا معاناتهم في سجون الطاغية ومايعانوه من فنون التعذيب والقصص المضحكة المبكية التي جرت لهم كان مطلبي الوحيد هو أن يكتب هذه الامور.

نعم إن يملك المعلومات والحقائق عن تاريخ العراق الحديث لابد له من نشرها لانها ليست ملكه إنها إرث العراقيين وإن كنا نتحسر على فقدان أثارنا من متحافنا بسبب ماجرى بعد إنهيار النظام السابق فإنني أتحسر لطمس الكثير من المعلومات عن تاريخ العراق الحديث .

وحذاري من أن يكتب غير العراقي تارخنا من خلال أعمال تلفزيونية ستنطبع في وجدان العراقي قبل العربي وكما نعرف فإن المواطن العربي ثقافته مازالت تلفزيونية ،ويبقى للتلفزيون دوره في ترسيخ الحوادث في عقل المتلقي

وعندما كنت أسأل بعض الطلبة عن التاريخ الاسلامي سرعان مايتبادر الى ذهنه فلم الرسالة!!!بغض النظر هنا عن صحة الاحداث في الفلم أم لا .

وبعد السنين الاربع التي جعلت من العراق محط أنظار الجماهير العربية وأصبح مادة درامية دسمة للاعمال السينمائية والتلفزيونية وسيكتب هذه الدراما اُناس لم يطلعوا على الحقائق وإنما ستكون الكتب المتداولة وما تتناقله الوسائل الاعلامية مصدره في كتابة أعماله.

إنها دعوة لكل الكتاب والمؤرخين العراقيين الشرفاء لكتابة تاريخ العراق الحديث بيد عراقية دون تأثير الوضع الجديد عليه ، ليكتب لنا تاريخا حقيقيا يؤرخ بموضوعية للاحداث التي مرت على العراق منذ تأسيس الدولة العراقية حتى يومنا هذا.

ولا أخفي المطلعين سرا إن بعض الكتاب العرب يحاول أرشفة بعض الاحداث العراقية في أعمال تلفزيونية أو سينمائية وقد أطلعت على النقص الهائل في المعلومات التي يريدون تناولها عن العراق ومع ذلك فهم ماضون في مشروعهم ،ولا أدري هل ستسفز هذه المعلومة كتابنا ومؤرخينا أم نبقى نعض أصابع الندم بعد أن تنطبع في ذهن المواطن العربي والعراقي هذه المعلومات الخاطئة!!.

عندما شاهدنا فلم ((المسألة الكبرى)) الذي تناول ثورة العشرين وتلك الفترة الزمنية تحسر الكثيرون لطمس الدور الحقيقي لقادة هذه الثورة وما جرى في تلك الفترة واليوم تتاح الفرصة للكثير من أصحاب الاختصاص فهل سينتهز كتابنا الفرصة وكما قيل :الفرصة لم يستحقها فهل نجد من يستحقها أم تذهب كلمات في فضاء الشبكة العنكبوتية ولانجد من يتصدى لذلك.

نعم القضية بحاجة الى عمل مؤسسي ضخم ولكن المحاولات الفردية مطلوبة لوضع الاسس في هذا المجال

فهي دعوة لكتابة تاريخ العراق بأيد عراقية نزيهة لتطلع عليه الاجيال المقبلة وتحفظه في ذاكرتها كثروة من ثروات العراق لابد من الحفاظ عليها.